احتجاجات الطلاب في الجامعات الاميركية

 

احتجاجات الطلاب في الجامعات الاميركية

زينب حمادي
يعود تاريخ احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية الى ربيع عام 1968، حيث احتج أكثر من ألف طالب في جامعة هوارد التي تدرس غالبية الطلاب الأفارقة، مطالبين باعتماد منهج تعليمي يركز على تاريخ وثقافة الأميركيين الافارقة، وإنشاء نظام قضائي يشمل الطلاب وإسقاط الإجراءات بحق الطلاب المشاركيين في احتجاج سابق وغيرها وبالنتيجة تمت الموافقة من قبل الجامعة على أغلبية المطالب. وبعد حوالي شهر فقط، بدأت الحرب في فيتنام، واحتج طلاب جامعة كولومبيا للمطالبة بإلغاء العقد الذي يربط جامعتهم مع مركز أبحاث الأسلحة ومنع الخطط لبناء صالة رياضية في حديقة عامة  الذي تقطنهُ غالبية من الأميركيين الأفارقة حيث قام الطلاب بإحتلال عدة مبانٍ بالمؤسسة لمدة أسبوع قبل أن يقتحم حوالي ألف رجل من أمن حرم الجامعة المباني وإخلائهم وخلال هذه العملية أُعتقل أكثر من 700 طالب بتهمة التعدي الاجرامي والسلوك غير المنضبط وأصيب أكثر من 100  ومع ذلك استمرت الاحتجاجات مما أجبر الجامعة على إنهاء علاقاتها مع مركز الأبحاث الدفاعي وإيقاف خطة البناء.
وفي عام 2014، احتج طلاب جامعة هارفارد تضامن مع حركة "حياة السود مهمة" ورداً على عنف الشرطة ضد الاميركيين الافارقة، حيث استلقى الطلاب على الارض لتظاهر بأنهم موتى وجاء الاحتجاج بسبب حادثتي قتل مثيرتين للجدل بحق رجلين اميركين من أصل افريقي هما مايكل براود وإريك غارير.
إن الاحتجاجات الطلابية الأميركية حدت من التمييز العنصري وأنهت حرب فيتنام وكانت دائماً هي التي تصنع القرار الأخير، فهل ستؤدي هذه الاحتجاجات لوقف الحرب في غزة؟
في نوفمبر 2023 تحديداً، تجمع مئات الطلاب في الجامعة احتجاجاً على قرار كولومبيا بتعليق مجموعتين " طلاب من أجل العدالة في فلسطين "، و " الصوت اليهودي من أجل السلام " وبعد مرور أشهر على اندلاع الحرب، الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينين في الجامعات الاميركية مستمرة مع إقامة عدد من المخيمات في كولومبيا وييل ونيويورك رغم تعرض الطلاب للعنف والاعتقال، حيث دعى الطلاب لوقف دائم لاطلاق النار في غزة وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة والعفو عن الطلاب والأساتذة الذين تعرضة لإجراءات بسبب الاحتجاج.
وفي السياق، إن قوة المظاهرات الطلابية أرعبت  رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو " حيث قال "ان  المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضاً تحريض على الإرهاب" ووصفها بأنها "غير معقولة" وقال " أنها تذكره بما حدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات "، كما دعى المسؤولين الإسرائيلين الذين بدا واضح التوتر عليهم إلى وقفها بأسرع وقت ممكن .
التاريخ يشهد على أن الاحتجاجات تصل لأهدافها وفي النهاية تخضع الحكومة للمطالب ولا يمكن تهدأت غضب وانفعال الطلاب سوى بتحقيق مطالبهم والاعتقال والعنف لا يجدي نفعاً، وأن المظاهرات والتغيرات في الرأي العام يشكل ضغطاً داخلياً كبيراً لا يمكن إيقافه.