متى اللقاء؟

 

بين الذكريات والزمن

أشعر الآن وكأنني أصرخ في فراغ لا يسمعني به أحد، أبحث بين الكلمات عن زمن كنت فيه أنا أو كنت شيئا يشبهني، وكلما حاولت أن أكتب تتبعثر الحروف وكأنها تعجز عن وصف ثقل هذا الشعور.

الأيام التي مضت ليست مجرد ذكرى عابرة بل هي خنجر مغروس في قلبي، كلما حاولت أن أتنفس أشعر وكأنه يغرس أكثر ليقتلني. أشتاق لشيء لا يعود، لمكان لم يعد موجود، أشتاق لقلبي الذي كان ينبض بينهم.

الليالي الآن صامتة، لكنها ليست هادئة إنها مليئة بصوت ضحكاتهم بصورهم التي أتخيلها بمشاهد من الذكرى أناديها، أشعر أنني أغرق في بحر من الوجع وأن هذه الليالي أصبحت أطول وأثقل مما أتحمل.

أكتب الآن لأصرخ لأبكي لأحاول أن أبقي ذكراهم حية، أكتب وكأنني أريد أن أعود إلى زمن كنت فيه أتنفس، إلى لحظات تعيد لي الحياة. لا أكتب لأجد عزاء أو لأبحث عن نجاة وخلاص كل ما أريده هو أن أظل في هذا الحنين والوجع الذي يمزق القلب.

أتسأل أحيانا كيف أجرؤ؟ كيف أستطع الإستمرار دون ذكراهم؟ أشعر حينها بالإشمئزاز من نفسي وكأنني خنتهم أكره نفسي عندما أنسى، لأعود بعدها إلى وحدتي وأتخيل أنهم ينظرون لي بنظرات تحمل عتابا صامتا، وكأنهم يسألونني: كيف استطعت الإستمرار؟ هل أحببت النسيان؟

ربما سأظل هكذا أعيش على الذكرى لأنني لا أفرط بها، وأنتظر الوعد بأن اللقاء قادم لا محال.

زينب حمادي

علمتني تجربة

 

مسألة الشكل والمضمون

أتجول بين رفوف الكتب في مكتبة صغيرة، ولفت إنتباهي كتاب ذو غلاف أنيق بعنوان مبهر، شعرت وكأن الكتاب يناسب أفكاري والحالة التي أشعر بها، فاشتريته دون تفكير، كنت متحمسة للغوص في صفحاته، لكن ما إن بدأت القراءة حتى شعرت بخيبة أمل كبيرة. كانت الكلمات سطحية، والمضمون يفتقر للعمق لا يناسب مستوى التوقعات التي صنعها العنوان والغلاف. بعدما أنهيت القراءة شعرت بالغضب تجاه الكاتب كنت أنتظر أن يتغير شيء وعلى أمل أن يصبح المضمون جميل ولكن لم يكن وبعد التفكير بالحدث أيقنت أن  ذلك كان درسًا لا يُنسى: لا تحكم على الشيء من عنوانه.

تأملت من حولي ليس كل ما يلمع ذهبا فكم من الأشخاص نلتقيهم فتبهرنا هيئتهم أو طريقة كلامهم، لكن عند التعمق في شخصياتهم ومعاشرتهم نكتشف انهم بعكس التوقعات، بالمقابل، هناك من نقابلهم ولا يلفتون انتباهنا في البداية، لكن مع مرور الوقت نكتشف جمال أرواحهم وصدق نواياهم، ونتمنى لو عرفناهم من قبل.

إن مسألة الشكل والمضمون لا تقتصر على الكتب أو الأشخاص فحسب، بل تمتد إلى كل شيء في هذه الحياة. الشكل هو ما نراه ويجذبنا في المرحلة الأولى ولكنه غالبًا يكون غلافًا فقط، أما المضمون فهو الجوهر والحقيقة الداخلية التي قد تأسرنا أو تجعلنا ننفر بعد أن نكتشفها.

هذا لا يعني أن الشكل غير مهم، فالشكل هو ما يجعلنا نلتفت ونقترب لكن يجب ألا نتغاضى عن المضمون الذي يحدد القيمة الحقيقية؛ الكتاب الجميل من الخارج لا يساوي شيئًا إذا كان محتواه فارغًا، والشخص ذو المظهر الجذاب لا يُعتبر رائعًا إذا كانت روحه قبيحة.

ومن هذه التجربة أدركت أن الشكل والمضمون لا يمكن فصلهما؛ الشكل يجذبنا لكنه لا يكفي وحده، والمضمون يثبت قيمته لكنه يحتاج إلى مظهر يعبر عنه. تعلمت أن أُعادل بينهما وألا أنخدع بالمظاهر أو أقلل من أهميتها، لأن الجمال الحقيقي يتحقق عندما ينسجم الظاهر مع الباطن، ويكمل كل منهما الآخر، لذلك أصبحت أكثر وعيًا بأهمية البحث عن المضمون دون الإغفال عن الشكل.وأخيراً، متى سيستيقظ الإنسان ويدرك أن الظاهر مهمًا، لكنه لا يغني عن الاهتمام بالعمق الذي يعكس حقيقية الأشياء؟.

زينب حمادي


تناقضات العالم

تناقضات... الحياة والأشخاص


لم أعد أشعر كما كنت سابقًا. أصبحت مختلفة تمامًا، كأنني أعيش في عالم لا يعنيني فيه أحد. لا أنكر أن هناك بقايا من الطيبة في قلبي، لكن الغضب والعصبية أصبحا جزءًا من يومياتي. أشعر أن الحياة ليست عادلة، وكأن كل شخص يحمل على عاتقه ألمًا أكبر من أن يُفهم.

ما يؤلم أكثر هو أننا جميعًا نتشارك هذا الألم، رغم اختلاف أشكاله. كل شخص يحمل جرحًا خاصًا به، لكنه بالنسبة له عالم كامل من المعاناة. أحيانًا أشعر أن العالم مليء بأشخاص قلوبهم طيبة، لكنهم يتصارعون من أجل أشياء فانية، أشياء لا تستحق الجهد .المبذول

الحياة مليئة بالأحداث والمشكلات، وهذه طبيعتها. لكن ما يثير دهشتي هو طبيعة الإنسان نفسه. نحن كائنات أنانية بالفطرة، نبحث عن سعادتنا حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين. ورغم أن هذه الأنانية تُظهر جانبًا قاسيًا، إلا أنني أتعاطف مع هذا النوع من الناس. فهم يعيشون وهمًا بأن السعادة تأتي من الامتلاك أو السيطرة، متناسين أن هذه الدنيا زائلة.

ربما ما أشعر به هو مزيج من الغضب، الشفقة، والتفهم. أنا لست غاضبة على الحياة فقط، بل على الطريقة التي يعيش بها الناس فيها. أشفق على أولئك الذين يركضون خلف أوهام السعادة، وعلى من يعانون بصمت، وعلى من يحاولون أن يكونوا أقوياء في عالم مليء بالضعف.

حتى أولئك الذين نطلق عليهم "مجرمين" أو "سجناء"، لا أراهم مجرد أرقام بل أرى أغلبهم ضحايا لظروف قاسية وتجارب شكلت اختياراتهم. نحن لا نولد أشرارًا، لكن الحياة بظروفها قد تدفع البعض إلى أفعال تتجاوز المنطق والإنسانية. بدلًا من أن نحاكمهم علينا أن نفهم الأسباب التي دفعتهم إلى ما فعلوه ونساعدهم على إعادة تأهيلهم، حيث يوجد من لم ينشئ بعائلة سليمة وهذا له أثر كبير على تفكيره، تصرفاته وأُسلوبه. فالإنسان لا يختار أن يكون ظالمًا أو مذنبًا إلا إذا كان يهرب من جراحه أو يتخبط في ألمه ليلجأ إلى القسوة والظلم متوقعاً أنه سيشفي نفسه ويرتاح من جراحه ليتضح العكس.

ربما الحياة ليست عادلة، وربما الألم جزء لا يتجزأ منها، لكنه في ذات الوقت يجعلنا نرى حقيقتنا كبشر. نحن نعيش في عالم مليء بالتناقضات: الطيبة والأنانية، الحب والكره، القوة والضعف. قد لا أستطيع تغيير الواقع أو فهم كل ما يدور حولي، لكنني أؤمن أن الوعي هو الخطوة الأولى نحو إيجاد سلام داخلي. الحياة قد لا تمنحنا العدالة، لكنها تمنحنا فرصة لنفهم أنفسنا ونقبلها كما هي، بكل ما فيها من تناقضات.

زينب حمادي

نظرة ترامب إلى السلام

 

هل سيفي ترامب بوعوده؟

ينتظر العالم تأثير الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب على الحرب القائمة بعد فوز الأخير بالإنتخابات التي جرت في 5/11/2024 إلا أن إدارة بايدن ما زالت تعمل في الوقت الفاصل لتسليم السلطة في 20 كانون الثاني 2025 للإدارة الجديدة. وبعد فوز ترامب أسئلة كثيرة تدور حول وعوده خلال حملته الإنتخابية وخاصةً وعده بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ومع هذه الوعود تتزايد المخاوف حول ما إذا كان ترامب فعلاً يسعى لوقف إطلاق النار أم أنها خطة للفوز بالإنتخابات؟
ومع إنتظار ترامب ووعوده تجاه السلام، ماذا عن ترامب وموقفه هل يستحق الإنتظار والتعويل عليه؟ أم أن الكلمة للميدان الذي سيجبر أي إدارة كانت على تقديم تنازلات والرضوخ بحسب منظور حزب الله خاصة أن ترامب وأثناء قيامه بحملته الإنتخابية كان قد تحدث عن حدود إسرائيل أمام اليهود الأمريكيين حيث قال "مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة ولطالما فكرت في كيفية توسيعها" كما ودعا نتنياهو لتحقيق الإنتصار بسرعة.
كما وأن قبيل الإنتخابات الأمريكية إلتقى ترامب بعدة أشخاص من الجالية اللبنانية في ديترويت في ميشيغان وقام بتوقيع تعهد خطي بوقف إطلاق النار في لبنان وكان ذلك في مطعم حسن عباس أحد أفراد الجالية اللبنانية.
يرى بعض الباحثيين مثل بورجو أوزجيليك، الباحثة البارزة في أمن الشرق الأوسط في المعهد الملكي أن نهج ترامب تجاه الشرق الأوسط عبارة عن قائمة معقدة من المجهول، وبالتالي هذا يطرح أسئلة حول مدى إلتزام ترامب وحول السياسة التي سيعتمدها ترامب تجاه الشرق الأوسط بالنسبة لوقف الحرب في غزة ولبنان.
من هنا نرى غموض في نظرة ترامب إلى السلام ووقف إطلاق النار، فهل كان خطابه أمام يهود أميركا لإستمالة أصوات اليهود واللوبي الأميركي؟ وأنه فعلاً يسعى لسلام حقيقي؟ ماذا إذا كان العكس ووقع التعهد أمام الجالية اللبنانية لأخذ أصواتهم التي شكلت فارقاً في الإنتخابات؟ ما هو غامض اليوم سيتضح بعد 20 كانون الثاني 2025.

 زينب حمادي


التطور الصناعي: بين التقدم والخوف

 

الذكاء الاصطناعي والانسان... إلى أين؟

زينب حمادي

التطور الصناعي يشير إلى تقدم التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي والآلة.و يتميز هذا التطور بقدراته الهائلة في معالجة البيانات وتحليلها بسرعة كبيرة، مما يساعد في اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية كما انه يؤثر  على العالم بشكل كبير، حيث يتم استخدامه في مجالات متعددة.

يحقق هذا التطور قفزات سريعة، ويمكن ان يحدث ثورة في جوانب الحياة اليومية، حيث انه احدث تغييرا في طريقة التسوق مثلا اصبح يوجد سوق تجاري في كاليفورنيا يتيح لك التسوق من خلال تطبيق يعمل على الماسح الضوئي ليساعدك على الدخول والمساعدة اللغوية في التطبيق لتعرفنا على طريقة تحضير المنتجات في المنزل. ايضا، اصبح يوجد روبوتات لصناعة مشروبات او وجبات عليك فقد ان تطلب عبر شاشة اللمس.

وفي السياق، احدث التطور الصناعي تغييرا كبيرا في عالم الطب، حيث يمكن تشخيص صور الاشعة عبر تطبيق ليعطينا احتمالات لعدة امراض متعلقة بالصورة، كما يوجد برنامج آخر يمكنه أن يتعرف على الأشخاص المصابين من خلال فروقات انماط الصوت، حيث بلغت دقة التشخيص ما يقارب 99%.

أما في الصين، دخل التطور الصناعي المطبخ ليقوم النظام بتفقد الثلاجات والتذويب وايضا النظافة، وكل شئ مرتبط بشبكة متابعة، كما أن الندل الآليين يقومون بمهام تقديم الطعام.

وفقا لمنظمة اوكسفورد ايكونوميكس للتحليل الاقتصادي، ستتولى الروبوتات أكثر من 20 مليون وظيفة في التصنيع بحلول 2023، كما يشير المنتدى الاقتصادي العالمي الى فقدان 75 موظف مليون وظيفة نتيجة حلول الآلات. و في الوقت الراهن، يتولى البشر 88 بالمئة من الوظائف مقابل الآلات على مستوى العالم، ومن المتوقع ان يتغير هذا المعدل لصالح الآلات بحيث تكون نسبة الأيدي العاملة 47 بالمئة من الوظائف، ولكن بالمقابل المستقبل سيطرح وظائف جديدة تعتمد على الإبداع والحكم البشري.

وفي سياق متصل، من أهم التطورات التي أدهشت العالم الشريحة التي تدمج عقل البشر مع الذكاء الاصطناعي، حيث يعتقد ايلون ماسك أن ربط الأدمغة بالكمبيوتر يمكن أن يساعد المصابين في الدماغ أو الحبل الشوكي أو عيوب خلقية على تحقيق رغباتهم، ويفترض أن تزرع الشريحة الصغيرة في الدماغ لتمكنه من التحكم في أجهزة الكمبيوتر، وفي هذا العام اعلن ماسك مؤسس شركة نيورالينك أن أول مصاب بشلل من البشر خضع لزراعة شريحة دماغية وأنه يتعافى بشكل جيد كما أفادت شركة نيورالينك على موقعها الإلكتروني بأن الشريحة تمكن الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي من التحكم في الأجهزة بتفكيرهم.

تحولت الأحلام والأفلام الخيالية لحقيقة ملموسة مع هذا الذكاء وبدت صورة العالم جديدة مختلفة يقودها الابتكار والتقدم، ولكن خوف داخلنا يقودنا لنتسائل هل ستنقلب الآلة على البشر مع مرور الوقت؟

واقع الصحافة في فلسطين بين: التحديات والأمل

الاحتلال يستهدف الصحفيين ويرتكب أكبر المجازر 

زينب حمادي
 منذ هجوم 7 اكتوبر 2023 وبداية الحرب في غزة ٫كان الصحفيون  أحد أهداف العدو الإسرائيلي  حيث قُتل 145 صحفياً حتى الآن، وفق معطيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
واجه  الصحافيون في غزة التحديات بكل إصرار وقوة وعزم وبذلو قصارى جهدهم لنقل الحقيقة وصوت الشعب بالرغم من استهداف منازلهم واعتقالهم وتعرضهم للتهديدات بشكل مباشر حيث فقدوا أبناءهم وعائلاتهم كما حدث لمراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح الذي فقد .أُسرته بأكملها في الخامس والعشرون من تشرين الاول
إن استهداف الجيش الإسرائيلي للصحفيين يعتبر محاولة لمنع نقل مشاهد المجازر الإجرامية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، حيث وبخ وزير الاعلام الإسرائيلي شلومو كارهي عبر منصة اكس وسائل إعلام دولية من بينها سي ان ان ونيويورك تايمز ووكالة اسوشيتد برس... كما إتهم المصورون وغيرهم داخل هذه الوسائل أنهم كانوا على علم مسبق بمعلومات عن هجوم "طوفان الأقصى"، حيث قال : "قد نما إلى علمنا أن بعض الأفراد داخل مؤسستكم، بما في ذلك المصورون وغيرهم، كان لديهم معرفة مسبقة بهذه الأعمال المروّعة، وربما حافظوا على علاقة مثيرة للقلق مع الجناة".
ورداً على هذه الإتهامات ،أوضحت رويترز أن صور الهجوم التي حصلت عليهم كانوا عن طريق" اثنين من المصورين المستقلين المقيمين في غزة" و "الصور التي نشرتها رويترز أُلتقطت بعد ساعتين من إطلاق حماس صواريخ على جنوب إسرائيل، وبعد أكثر من 45 دقيقة من إعلان إسرائيل أن مسلحين عبروا الحدود".ايضا عبرت صحيفة نيويورك تايمز ان الكلام غير الصحيح , وأضافت أنه "من التهور إطلاق مثل هذه الادعاءات، ما يعرض صحفيينا الموجودين على الأرض في إسرائيل وغزة للخطر".
ويشير ذلك ان مهنة الصحافة غير محمية في فلسطين، وأن العدو يستهدف الصحفيين والمصورين بشكل مباشر، كما أنه لا يخشى القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حماية الصحفيين، وبحسب تقرير صدر عن لجنة حماية الصحفيين،إن حرب غزة كانت  "الأكثر دموية"   بالنسبة للصحفيين، حيث قتل عدد كبير من العاملين في مؤسسات إعلامية في مكان واحد أثناء فترة قصيرة خلال الشهرين الأخيرين من العام 2023، وهو ما تَواصَل على أشدّه خلال العام 2024 بحسب ما تبين اللجنة وغيرها من المؤسسات التي ترصد الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين.
وفي سياق متصل، من خلال مقابلات مع عدة صحافيين فلسطيين ، نُلقي نظرة عميقة على واقع الصحافة وتحدياتها،اذ يشير الصحفي الفلسطيني أحمد خليل إلى التحديات اليومية التي يواجهها المراسلون الإخباريون في فلسطين، بما في ذلك القيود على حرية الحركة والوصول إلى المناطق المحظورة والصعوبات المالية التي تؤثر على جودة التغطية.
كما سلطت الصحفية الفلسطينية نور الأحمد الضوء على دور المرأة الصحفية في تغطية الأحداث في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة، مشيرة إلى التحديات التي تواجهها بصفتها صحافية وامرأة
التاريخ يشهد على أن العدو لا يستهدف حملة البنادق فحسب بل حملة الكلمة، ففي الثامن من يوليو عام 1972 أُغتيل الروائي الصحفي غسان كنفاني بسبب كتاباته وكلماته التي تأثر فيها الكثير فكان يدعو دائما للقتال من أجل استعادة الأرض وللنضال الدائم، وعملية إغتياله كانت الرسالة الاولى والدليل على ان العدو يخشى الكلمات . وهكذا يبدو المشهد بحق الصحفيين  في فلسطين المحتلة،ورغم كل هذه المجازر والوحشية إن الصحفيين باقون صامدون حتى النصر في فلسطين لنقل الحقيقة بكلماتهم وفضح الجرائم التي يرتكبها العدو .

احتجاجات الطلاب في الجامعات الاميركية

 

احتجاجات الطلاب في الجامعات الاميركية

زينب حمادي
يعود تاريخ احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية الى ربيع عام 1968، حيث احتج أكثر من ألف طالب في جامعة هوارد التي تدرس غالبية الطلاب الأفارقة، مطالبين باعتماد منهج تعليمي يركز على تاريخ وثقافة الأميركيين الافارقة، وإنشاء نظام قضائي يشمل الطلاب وإسقاط الإجراءات بحق الطلاب المشاركيين في احتجاج سابق وغيرها وبالنتيجة تمت الموافقة من قبل الجامعة على أغلبية المطالب. وبعد حوالي شهر فقط، بدأت الحرب في فيتنام، واحتج طلاب جامعة كولومبيا للمطالبة بإلغاء العقد الذي يربط جامعتهم مع مركز أبحاث الأسلحة ومنع الخطط لبناء صالة رياضية في حديقة عامة  الذي تقطنهُ غالبية من الأميركيين الأفارقة حيث قام الطلاب بإحتلال عدة مبانٍ بالمؤسسة لمدة أسبوع قبل أن يقتحم حوالي ألف رجل من أمن حرم الجامعة المباني وإخلائهم وخلال هذه العملية أُعتقل أكثر من 700 طالب بتهمة التعدي الاجرامي والسلوك غير المنضبط وأصيب أكثر من 100  ومع ذلك استمرت الاحتجاجات مما أجبر الجامعة على إنهاء علاقاتها مع مركز الأبحاث الدفاعي وإيقاف خطة البناء.
وفي عام 2014، احتج طلاب جامعة هارفارد تضامن مع حركة "حياة السود مهمة" ورداً على عنف الشرطة ضد الاميركيين الافارقة، حيث استلقى الطلاب على الارض لتظاهر بأنهم موتى وجاء الاحتجاج بسبب حادثتي قتل مثيرتين للجدل بحق رجلين اميركين من أصل افريقي هما مايكل براود وإريك غارير.
إن الاحتجاجات الطلابية الأميركية حدت من التمييز العنصري وأنهت حرب فيتنام وكانت دائماً هي التي تصنع القرار الأخير، فهل ستؤدي هذه الاحتجاجات لوقف الحرب في غزة؟
في نوفمبر 2023 تحديداً، تجمع مئات الطلاب في الجامعة احتجاجاً على قرار كولومبيا بتعليق مجموعتين " طلاب من أجل العدالة في فلسطين "، و " الصوت اليهودي من أجل السلام " وبعد مرور أشهر على اندلاع الحرب، الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينين في الجامعات الاميركية مستمرة مع إقامة عدد من المخيمات في كولومبيا وييل ونيويورك رغم تعرض الطلاب للعنف والاعتقال، حيث دعى الطلاب لوقف دائم لاطلاق النار في غزة وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة والعفو عن الطلاب والأساتذة الذين تعرضة لإجراءات بسبب الاحتجاج.
وفي السياق، إن قوة المظاهرات الطلابية أرعبت  رئيس الوزراء الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو " حيث قال "ان  المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضاً تحريض على الإرهاب" ووصفها بأنها "غير معقولة" وقال " أنها تذكره بما حدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات "، كما دعى المسؤولين الإسرائيلين الذين بدا واضح التوتر عليهم إلى وقفها بأسرع وقت ممكن .
التاريخ يشهد على أن الاحتجاجات تصل لأهدافها وفي النهاية تخضع الحكومة للمطالب ولا يمكن تهدأت غضب وانفعال الطلاب سوى بتحقيق مطالبهم والاعتقال والعنف لا يجدي نفعاً، وأن المظاهرات والتغيرات في الرأي العام يشكل ضغطاً داخلياً كبيراً لا يمكن إيقافه.